على اليسار قس الفاتيكان السابق إدريس توفيق |
ماسح أحذية في رمسيس.. سبب اعتناقي الإسلام: قس الفاتيكان السابق إدريس توفيق
حاوره محمد عمر
- سمعت أذان المغرب.. انخرطت في البكاء ونطقت بالشهـــــادتين
- أدعو للدين الحنيف في 10 جامعات أوروبية.. والمحافل الدولية
* سألناه عن بداية اعتناقه للإسلام؟
** قال إدريس توفيق: بدايتي في دخول الإسلام كانت من خلال طفل صغير يعمل ماسح أحذية في ميدان رمسيس بالقاهرة عندما قال لي: "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته" فأثرت الجملة في قلبي وعقلي فقررت البحث في هذا الدين الذي يدعو للسلام ساعدني علي ذلك عملي كمدرس للأديان بإحدي مدارس لندن حيث قرأت عن الإسلام حتي أتمكن من تدريسه بطريقة صحيحة للتلاميذ المسلمين فانشرح صدري واعتنقت الإسلام وتفرغت للعمل كداعية للدين الحنيف بنشر مبادئه السمحة في مختلف الدول الأوروبية.
* تركت العمل كقس وأتيت لزيارة مصر لماذا اخترت هذا البلد بالذات؟
** لعدة أسباب منها أن مصر تعد مقصداً لجميع السائحين لما تتميز به من مناخ معتدل وطبيعة أهلها كما انني لم يكن لدي المال الذي يكفي لأذهب إلي أي دولة غير مصر حيث إن مصر تتوفر بها الوجبات الرخيصة.
* الطفل المصري كان البداية في اعتناقك للإسلام فكيف واصلت مسيرتك بعد عودتك للندن؟
** عملت مدرساً للأديان في إحدي المدارس وكان معظم التلاميذ في هذه المدرسة مسلمين وكنت أقوم بامتحانهم في الأسئلة المخصصة عن الإسلام وجاء شهر رمضان. وأقبل التلاميذ المسلمون إليّ قائلين: ليس لدينا مكان للصلاة فيه غير حجرتك بالمدرسة حيث تحتوي علي سجادة للصلاة وصنبور مياه فهل تأذن لنا بالصلاة فيها؟ فأذنت لهم. وخلال شهر رمضان كان الأطفال يصلون الظهر في حجرتي أمام عيني بينما أنا جالس أصحح واجباتهم المدرسية. لكنني أنظر إليهم وأراقبهم خلسة وهم يصلون. وكانت أول مرة أري فيها أحداً يصلي صلاة المسلمين. فقررت أن أذهب وأبحث في الإنترنت لكي أفهم ما يردده هؤلاء الأطفال من كلام في الصلاة مثل تكبيرة الإحرام. والبسملة. وسورة الفاتحة وفي نهاية شهر رمضان تعلمت كيف أصلي. وأيضاً صمت شهر رمضان مشاركة للأطفال المسلمين في المدرسة وكل ذلك قبل دخولي إلي الإسلام.
* متى نطقت بالشهادتين؟
** بعد تعلمي كيفية الصلاة والصيام من الأطفال المسلمين قررت الذهاب إلي المسجد المركزي في لندن وكانت تعقد فيه جلسات دينية يحضرها المسلمون الجدد وكل من يحرص علي أخذ التعليم عن الإسلام واستمر ذلك ثلاثة أشهر. وذهبت إلي الشيخ يوسف إسلام - وكان ذلك في عام 2001 - وسألته ماذا يفعل الإنسان حتي يصير مسلماً؟ فقال: اعلم أن المسلمين يؤمنون بإله واحد فقلت له: وأنا أيضاً أعبد إلهاً واحداً. فقال: إن المسلمين يصلون خمس صلوات في اليوم والليلة. فقلت له: اني أستطيع الصلاة باللغة العربية. فاندهش الشيخ من ذلك وقال: إن المسلمين يصومون شهراً كاملاً في العام وهو شهر رمضان. فقلت: أنا بالفعل صمت شهر رمضان كاملاً. فقال: أنت بالفعل مسلم. وفي تلك اللحظة انطلق أذان المغرب. وكانت لحظة قوية جداً رسخت في ذهني وقلبي. وشعرت بدوخة قوية. ثم قام الاخوة في المسجد لأداء صلاة المغرب. وجلست خلفهم أصلي - ولم أسلم بعد - وأنا غارق في دموعي مثل الطفل. وعندما قضيت الصلاة ذهبت للشيخ يوسف إسلام وقلت له: أريد أن أكون مسلماً. فقال: قل أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. فقلت والحمد لله. وفرح الإخوة الموجودون في المسجد وكبروا. ثم قال الشيخ يوسف: اذهب إلي المنزل واغتسل - وعلمني كيف أغتسل - وقال: عندما تغتسل ستغسل خطاياك وتصبح كيوم ولدتك أمك
* كيف أخذت معلوماتك عن الإسلام؟
** عن طريق الكتب الإسلامية الموجودة في مكتبة المدرسة. وبعد قراءتي عن الإسلام استحسنت ما فيه من مباديء وأخلاق وقيم مما دفعني إلي الاستزادة من ذلك الدين الحنيف لعلمي الشخصي.
* معلوماتك الملغوطة عن الإسلام هل تغيرت؟
** بالتأكيد تغيرت جذرياً. حيث انني أدعو الآن إلي الإسلام في كافة أنحاء العالم وأستشهد بنماذج صالحة من مصر. كما انني أقوم بإلقاء الدروس عن صحيح الإسلام في لندن ودول الغرب وفي المحافل الدولية إذا دعيت لها.
* ما هي الصفات التي يجب أن تتوفر في الداعية الإسلامي في الغرب؟
** ينبغي أن يكون الداعية فاهماً كيف يفكر المجتمع الغربي. بمعني أن يعي جيداً ثقافة ذلك المجتمع حتي يعرف كيف يخاطبهم بلغتهم وثقافتهم. فعلي سبيل المثال: الناس في الغرب لا يتحدثون كثيراً عن الأديان وغير مكترثين بالحديث عنها. ولكنهم مهتمون بالحديث عن كرة القدم والتليفزيون وعالم الموضة لذا يجب علي الداعية أن يأخذ من هذه الهوايات والأشياء مدخلاً للحديث عن الأديان ويجب علي الداعية أن يتحدث إليهم باحترام ورفق وبطريقة عصرية مصداقاً لقوله تعالي: "ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن" سورة النحل ولا يقوم الداعية بإلقاء اللوم عليهم لأنهم نشأوا وتربوا علي ذلك. لأن الإنسان منا لا يختار أمه ولا أباه ولابد أن يتمتع الداعية بحسن المظهر وأن يكون زيه متماشياً تماماً مع المجتمع الذي يدعو فيه لكن مع الاحتفاظ بشرعية الزي الإسلامي. هذا بالإضافة إلي التمتع بحسن معاملة الآخرين.
* ما عملكم الآن؟
** أعمل ككاتب بريطاني إسلامي وداعية إسلامي في لندن وأجوب أنحاء العالم لنشر تعاليم الدين الحنيف وقد منّ الله عليّ بأن أديت مناسك العمرة منذ ثلاثة أعوم. وقابلني مفتي مصر الدكتور علي جمعة في رمضان الماضي في مكتبه وأخبرته انني أقيم الآن في مصر لأنني أحبها كثيراً وكلما جئت إليها ازددت إيماناً. وأستطيع أن أخدم الدعوة الإسلامية كما شغلت منصب رئيس قسم الدعوة الإسلامية باللغة الإنجليزية في معهد الفتح الإسلامي في دمشق بسوريا
* هل استطعت من خلال عملك كداعية أن تحقق أي إنجاز؟
** نعم.. من خلال عملي هذا أكرمني الله بأن صححت عقيدة كثير من المسلمين الذين كانت لديهم معلومات مشوهة عن الإسلام. وكان هؤلاء مسلمين بالاسم فقط واستطعت بما منّ الله علي إعادتهم لصحيح الإسلام. والأهم من ذلك أن الله عز وجل أكرمني بأن أسلم كثيرون علي يدي. أطالب الدعاة بمراعاة من يحدثونهم وألا يميلوا إلي التقعر في الألفاظ والمصطلحات التي قد تكون منفرة لكثير من العامة لأنهم قد لا يفهمون معانيها العلمية والشرعية. لذلك يجب التعبير عن الإسلام بأبسط الطرق الممكنة وأيسرها.
* هناك مسلمون في الغرب يقدمون صورة سيئة عن الإسلام فكيف تصحح هذه الصورة الخاطئة؟
** أنا أقوم بإلقاء محاضرات عن الإسلام في أكثر من عشر جامعات أوروبية. وقد التقيت أكثر من مرة بمسلمين في بريطانيا وأيرلندا واسكتلندا وغيرها وكثير منهم متمسكون بدينهم وتعاليمه السمحة.. وكما أن هناك من يقدم صورة سيئة عن الإسلام هناك أيضاً مسلمون يسعون لتقديم الإسلام بصورته الصحيحة في الغرب. ودورنا هو تشجيع من يقدم صحيح الإسلام ومساعدتهم علي الظهور بصورة أكبر وذلك بنفس القدر الذي نقوم به في توعية من يقومون بتشويه صورة الإسلام دون وعي منهم ونعمل علي تحسين سلوكهم. فيجب أن نسير في خطين متوازيين في هذا الإطار ولا نهتم بجانب علي حساب الآخر. وعملي يتبلور في هذين الخطين ولا أحيد عنهما
* قمت بتأليف العديد من الكتب عن الإسلام فماذا عن ذلك؟
** منذ اعتناقي للإسلام قررت أن ألعب دوراً محورياً في الحرب التي تشنها وسائل الإعلام الغربية علي الإسلام والمسلمين لأننا كمسلمين في حاجة ماسة أن نعلمهم ما هو الإسلام الصحيح. وما هي شخصية وسلوك المسلم الحقيقي. وأحاول أن أقوم بدوري في تعريف الغرب بالإسلام والمسلمين بالشكل الصحيح وهذا من خلال كتبي والتي بلغت ثمانية كتب تحدثت فيها عن الإسلام وهوية وسلوك المسلم وما ينبغي عليه عمله في تعاملاته مع المسلمين وغير المسلمين أياً كانت دياناتهم ومعتقداتهم.
* يحتل مصطلح الإرهاب جزءاً كبيراً من كتاباتك.. ما وجهة نظرك التي تريد طرحها؟
** أعلن رفضي لتلك الأفكار الخاطئة عن المسلمين فليسوا هم حملة السيوف الراغبين في قتل كل من يلقونه وليسوا بإرهابيين.. فماذا ينتظر الغرب من المسلمين في فلسطين بعد أن أخذ الإسرائيلي بيته وقتل أباه وأهان أخته. هل يقابله بالأحضان أم يدافع عن حقه؟.. فالغرب يستخدم مصطلح الإرهاب كأداة لقهر المسلمين في جميع أنحاء العالم وليس بفلسطين فقط وهذا ما أشرت إليه في كتابي الأخير السلام في أرض الأنبياء
أجرى الحوار محمد عمر
2 التعليقات
بارك الله بكم
entrümpelung
entrümpelung wien
وفيكم بارك الله وشكرا على المرور.