عدد المسلمين في اليابان 20 ألف نسمة فقط واليابانيون شعب علماني مشغول بدنياه
طلاب المنح يشكلون 5% من طلاب الجامعة ويمثلون 75 دولة من مختلف دول العالم
أكد الطالب أكيفومي نومورا «عثمان» من دولة اليابان والذي يدرس بقسم الدراسات الإسلامية في كلية التربية بجامعة الملك سعود أنه يطمح بعد التخرج إلى أن يؤسس في اليابان مركز أبحاث يتخصص في الدراسات الإسلامية وأن يصبح جسراً بين الإسلام واليابان.
قصة إسلامه
أسلم الطالب عثمان عام 2006م وكانت له في طريقه إلى الإسلام قصة عجيبة يرويها هو بنفسه حيث يقول: في عام 2001م كنت طالباً جامعياً أدرس القانون بجامعة دوكيو اليابانية وكان لدي زميل سعودي اسمه ضامي العنزي يساعدني في الاطلاع على الثقافة الإسلامية، فلما وقعت أحداث الحادي عشر من سبتمبر بدأ الناس ينظرون إلى زميلي السعودي على أنه شخص عدواني خطير فحزن لذلك، كما عانى بقية الطلاب السعوديين في الجامعات اليايانية من عزلة مجتمعية على اعتبار أن منفذي تفجير نيويورك كانوا عرباً ومسلمين، فعندئذ ازداد اهتمامي بالإسلام وبدأت أقرأ الكثير من الكتب الإسلامية وعرفت الكثير من مبادئ الإسلام الحنيف.
وعلى الرغم من أنه عرف الإسلام ومعانيه السامية إلا أن أكيفومي آثر التفكير في الموضوع لمدة خمس سنوات كان يقرأ فيها بنهم عن الإسلام وأحكامه وما يدعو إليه من مكارم الأخلاق. وقد زار المملكة العربية السعودية لأول مرة برفقة زميل سعودي في مارس عام 2001م أي قبل أزمة الحادي عشر من سبتمبر، مؤكداً أنه أقام في القريات بشمال المملكة لمدة شهر كامل مع زميله السعودي وتعرّف في تلك الزيارة على المملكة العربية السعودية وعلى عادات شعبها وتقاليده الراسخة، ومنها العفة والحجاب ونبل الأخلاق.
كرم فائق لكن بدون خمر!
وقد تفاجأ أكيفومي كما يصف لعدم وجود الخمر في المملكة وهو ما لم يستطع تحمله في بداية الأمر لولا مواساة زميله السعودي الذي كان يصحبه في رحلات برية وأنشطة ترفيهية تعرف من خلالها على الطبيعة الجغرافية للمملكة العربية السعودية وجمال الصحراء. ويواصل: مما أعجبني في المملكة العربية السعودية كرم أهلها الفائق حيث إنني لم أدفع ريالاً واحداً طيلة إقامتي في المملكة بسبب أن الجميع كان يكرمني ضيفاً ويمنعني عن الإنفاق، وكذلك أعجبت بالعلاقات القوية بين الأسر والأقارب وتبادل الزيارات والولائم فيما بينهم بخلاف الحياة الفردية الخالية من هذه المعاني في اليابان.
لحظة الحقيقة
كان أكيفومي يدرس القانون الياباني بجامعة دوكيو قبل زيارته إلى المملكة فانتقل بعد عودته إلى اليابان إلى قسم العلاقات الدولية بجامعة تاكوشوكو بهدف تعلم الثقافات العالمية بما فيها الثقافة الإسلامية، ولما حدثت أحداث الحادي عشر من سبتمر ازداد اهتمامه بالإسلام، وأسلم أكيفومي عام 2006م بعد سنوات من التفكير والتمعن وأعلن إسلامه أمام أستاذ اللغة العربية والثقافة الإسلامية بجامعة تاكوشوكو في طوكيو وهو مسلم ياباني تخرّج في جامعة أم القرى بمكة المكرمة، يقول: «وبما أن أستاذي كان يدعوني إلى الإسلام باستمرار؛ فرح بإسلامي ورحب بي كثيراً ولقنني شهادة أن لا إله إلا الله وأنّ محمداً رسول الله، ولا أزال أتذكر ساعة التحول الأكبر حيث صليت مع أستاذي وجماعة مسلمة صلاة المغرب ومارست لأول مرة حركات غريبة لم أعهدها من قبل».
حرية الاعتقاد
وردًا على سؤال حول تعرضه لضغوط من قبل أسرته إثر إسلامه أكد أكيفو الذي سمى نفسه عثمان بعد أن شرح الله صدره للإسلام أن أغلب الأسر في اليابان تؤمن بحرية الاعتقاد، وأضاف: «بعد أن أخبرت والدي بإسلامي لم يعر الموضوع أهمية تذكر واكتفى بكلمة «طيب»، لكن والدتي حزنت نوعاً ما إيماناً منها بأن انتقالي إلى دين آخر غير دينها من شأنه أن يؤدي إلى افتراقنا بعد الممات، وذلك من أبجديات الفكر البوذي الذي يسيطر على اليابان». وبين عثمان أن أسرته تعامله باحترام لدرجة أن أفرادها لا يشربون الخمر أمامه احتراماً لدينه ولا يأكلون ولا يشربون في حضرته في نهار رمضان، لكنه استدرك أنّ أحداً منهم لم يسلم بعد على الرغم من دعوته المستمرة وشرحه لهم تعاليم الإسلام وقيمه السامية.
تعلم اللغة العربية
وبعد إسلامه بحث عثمان عن طريقة لتعلم اللغة العربية والشريعة الإسلامية ووجد حينها من زميل سعودي آخر اسمه هلال الحربي الإرشاد إلى كيفية الحصول على فرصة للدراسة بالجامعات السعودية، وبناء على ذلك قدم أكيفومي «عثمان» قدّم طلبه إلى سفارة خادم الحرمين الشرفين في اليابان فتمّ قبوله بعد ذلك بمعهد تعليم اللغة العربية بجامعة الملك سعود عام 2007م لينتقل بعده إلى السنة التحضيرية ومنها إلى كلية التربية، ومنذ ذلك الوقت عزم على أن يؤدي مسؤوليته الدعوية في بلاده خير أداء وأن يكون جسراً بين الإسلام واليابان.
جسر بين الإسلام واليابان
وفي الثامن من سبتمبر عام 2011م أجرت معه جريدة نيشي نيهون اليابانية حواراً بعنوان «الياباني الذي أسلم وأصبح جسراً بين الإسلام واليابان» وسلطت فيه الضوء على قصة إسلام عثمان وسفره إلى المملكة العربية السعودية لدراسة اللغة العربية والشريعة الإسلامية. وفي معرض مقارنته بين حياته قبل الإسلام وبعده أشار عثمان إلى أنه لا مجال للمقارنة، مستدركاً ان الشعب الياباني شعب منضبط يقدّر الاخلاق وينبذ الخيانة والكذب لكن هذا التقدير غالباً ما يكون مرده احترام القانون والنظام وتجنب انتقادات الناس ومخالفة الذوق العام لكن التمسك بمكارم الأخلاق في الإسلام إنما هو ابتغاء مرضاة الله واجتناب نواهيه.
تربة صالحة لنشر الإسلام
وعن واقع الإسلام والمسلمين في اليابان أوضح عثمان الذي يبلغ من العمر 30 عاماً ويحمل درجة البكالوريوس في العلاقات الدولية أن عدد المسلمين في بلاده يقدر بـ 20 ألف نسمة فقط، وأنّ اليابانيين شعب علماني متقدم تقنياً مشغول دائماً بدنياه يرى أنه ليس بحاجة إلى دين، مشيراً إلى أنّ إيمانهم بحرية الاعتقاد يشكل تربة صالحة ومناخاً ملائماً لنشر الإسلام في اليابان.
ويذكر أن جامعة الملك سعود تحتضن عدداً كبيراً من طلاب المنح يشكّلون 5% من طلاب الجامعة ويمثلون 75 دولة من مختلف دول العالم، ويقومون بمهمات الدعوة ونشر الإسلام في بلدانهم.