السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنقل لكم اليوم قصة عجيبة لإسلام شخص والسبب هو ولده المسلم والذي يعيش في الكويت بعيدا عن الأهل والدار، ولكن حبه لوالده جعله يبذل المستحيل حتى يدخله في الإسلام الذي وجد فيه حلاوة الإيمان، فأبى إلا أن يموت موحدا ومن علامات السرور في القصة أن الوالد توفي ضاحكا مبتسما متشهدا بكلمة التوحيد. تابعوا معنا هذه القصة ..
فجأة وبلا مقدمات دخل علينا في لجنة التعريف بالإسلام رجل أسلم للتو ولم يكن قد مضى على إسلامه إلا أيام قلائل باكيًا، ولا نعرف لماذا يبكي، جلس الدعاة مع الرجل قائلين: ماذا بك؟ قال لهم: أنقذوني.. أبي يحتضر، قالوا: اذهب به إلى المستشفى، قال: أبي في بلده على فراش الموت وفي ساعاته الأخيرة، لقد اتصل بي إخواني وأخبروني أن حالته حرجة جدًّا وهو رجل مسن، قالوا: وما الذي نستطيع أن نفعله لك؟ قال لهم: أريد أن أدعوه إلى الإسلام، أخاف أن يموت على غير دين الله.
كيف يفكر إنسان أسلم حديثًا هذا التفكير؟ إنه هم الدين.. وسبحان الله! فقد أسلم والده.. إن الإسلام يكسر الصخر، وبه معجزات كبرى {لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ}، كيف لا يتأثر قلب إنسان على الرغم من أن الجبل قد تأثر، فعلًا ساعده الدعاة وأعطوه كتبًا ليعلم أباه الإسلام، وبالفعل سافر الرجل إلى أبيه وأخذ الكتب معه، واتصل هاتفيًّا على الدعاة بعد أيام من سفره ونبرة صوته تدل على أنه غير حزين، فقالوا: عظم الله أجرك، لله ما أعطى ولله ما أخذ، إنا لله وإنا إليه راجعون، فقال لهم: أود أن أبشركم، قالوا: بشر يا أخي، قال: لقد توفي أبي وكان يضحك، مبتسمًا، ولم يتوف إلا بعد أن نطق الشهادتين قائلًا: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله.
لقد قدم الرجل لأبيه أعظم خدمة، وبتوفيق الله أدرك والده قبل أن يموت، لقد سافر من الكويت إلى بلده بعد أن تعلم الإسلام من أحد دعاة لجنة التعريف بالإسلام، كان هذا الرجل سببًا في هداية أبيه ودخوله الإسلام.. رب كتاب أو شريط أو نشرة أو إعلان أو غير ذلك من الوسائل الدعوية تكون سببًا في دخول كثيرين إلى الإسلام.
أحيانًا لو قرأنا القرآن على الناس بدون شرح معانيه لهم يكون ذلك سببًا في دخولهم الإسلام، ففي إحدى الدول الإفريقية كانت هناك إذاعة للقرآن الكريم لا تبث غير القرآن بأصوات كبار القراء، وكانت لغة سكان هذه الدولة غير عربية حيث كانوا يتحدثون الفرنسية بالإضافة إلى لغتهم الشعبية، وبعد أيام جاء رجل من سكان هذا البلد إلى مبنى الإذاعة وقال لمسؤوليها، أريد أن أطلب منكم شيئًا، فقالوا له: تفضل، فقال لهم: أريد نسخة من الأغاني التي تبثونها في إذاعتكم، فقالوا له: أي أغان؟ قال لهم: تلك التي أسمعها يوميًّا ويستريح لها قلبي ويطمئن لها فؤادي وتهدأ جوارحي وأشعر كلما أسمعها براحة نفسية لم أشعر بها من قبل، فأخبره القائمون على الإذاعة بأن الذي سمعه يبث في إذاعتهم إنما هو قرآن يتلى أنزله الله على محمد صلى الله عليه وسلم وليس أغاني كما كان يظن، فأعطوه شريطًا فيه تلاوة للقرآن الكريم بصوت أحد القراء، علاوة على ذلك فقد أعطوه أيضًا شريطًا مترجمًا للقرآن الكريم وكذا أشرطة تعريفية بالإسلام وبمبادئه وأسسه وأركانه.. يقول مسؤولو الإذاعة بعد أيام جاء إلينا الرجل ومعه ستة من أهل بيته يريدون أن يعلنوا إسلامهم جميعًا في مبنى الإذاعة بعد سماعهم لتلك الأشرطة.
لقد أسلم هؤلاء لما سمعوا القرآن الكريم.. مجرد سماع ولم يفهموا معانيه.. فكيف لو تعلم الناس معاني القرآن الكريم ومبادئ الإسلام عن طريق لجنة دعوية مثل لجنة التعريف بالإسلام التي لا تألو جهدًا في القيام بعملها الدعوي ولديها عديد من المشاريع الدعوية التي تعلم الناس الإسلام وتؤلف قلوبهم عليه، كما تعلمهم جميع علوم الإسلام ومن بينها اللغة العربية حتى يكونوا مسلمين طائعين لله مهتدين بفضله وبكرمه عز وجل.