أخي المبارك، هذه 100 سُنة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم
مرتبة بشكل جميل وموثّقة بالدليل
بادر بالعمل بها ونشرها وكن ممن قيل فيهم هذا الحديث:
رَوَى الْبَيْهَقِيُّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: "مَنْ أَحْيَا سُنَّتي عِنْدَ فَسَادِ أُمَّتي فَلَهُ أَجْرُ شَهِيدٍ"، مَعْنَى الْحَدِيثِ أَنَّ الَّذِي يَقُومُ بِإِحْيَاءِ شَريعَةِ الرَّسُولِ في الْوَقْتِ الَّذِي تَفْسُدُ فِيهِ الأُمَّةُ يَكُونُ لَهُ ثَوَابُ الشَّهِيدِ الْمُجَاهِدِ في سَبيلِ اللهِ، والشَّهيدُ دَرَجَتُهُ عَالِيَةٌ عِنْدَ اللهِ فَقَدْ وَرَدَ في الْحَدِيثِ الصَّحيحِ أَنَّ للشَّهِيدِ مِائَةَ دَرَجَةٍ في الْجَنَّةِ مَا بَيْنَ الدَّرَجَةِ والدَّرَجَةِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ والأَرْضِ وَقَدْ وَرَدَ أَنَّ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ والأَرْضِ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ.
فضل إحياء السنن:
حصول الأجر الكثير:
قد ورد في السنة
النبوية ما يدل على حصول الأجر العظيم لمن أحيى السنن، فالأجر الكثير حاصل
له ولمن عمل بهذه السنة يحصل له من الأجر مثل ما يحصل لهم من الأجر وكفى
بهذا فضلى فعن كثير بن عبد الله هو ابن عمر بن عوف المزني عن أبيه عن جده:
أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لبلال بن الحرث أعلم قال ما أعلم يا
رسول الله! قال: «أعلم يا بلال» قال ما أعلم يا رسول الله؟ قال: «من
أحيا سنة من سنتي قد أميتت بعدي فإن له من الأجر مثل من عمل بها من غير أن
ينقص من أجورهم شيئا ومن ابتدع بدعة ضلالة لا ترضي الله ورسوله كان عليه
مثل آثام من عمل بها لا ينقص ذلك من أوزار الناس شيئا»(20).
وفي رواية أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من
أحيا سنة من سنتي فعمل بها الناس كان له مثل أجر من عمل بها لا ينقص من
أجورهم شيئا، ومن ابتدع بدعة فعمل بها كان عليه أوزار من عمل بها لا ينقص
من أوزار من عمل بها شيئا»(21).
قال ابن عبد
البر -رحمه الله-: "حديث هذا الباب أبلغ شيء في فضائل تعليم العلم اليوم
والدعاء إليه وإلى جميع سبل البر والخير لأن الميت منها كثير جدا، ومثل هذا
الحديث في المعنى قوله صلى الله عليه وسلم ينقطع عمل المرء بعده إلا من
ثلاث علم علمه فعمل به بعده وصدقة موقوفة يجري عليه أجرها وولد صالح
يدعوله"(22).
وقد ذكرنا
سابقاً أن المقصود من إحياء السنن العمل بها، والدعوة إليها، وتعليمها
الناس ومن هذا الباب ما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى
الله عليه وسلم- قال: «من
دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من اتبعه لا ينقص ذلك من أجورهم
شيئا ومن دعا إلى ضلالة فعليه من الإثم مثل آثام من اتبعه لا ينقص ذلك من
آثامهم شيئا»(23).
فالدعوة إلى
إحياء سنن المصطفي-صلى الله عليه وسلم- لا شك أنه من الدعوة إلى الهدى
والخير، وكذلك تعليمها الناس، ونشرها بينهم فيحصل هذا الأجر العظيم الذي
ذكره النبي -صلى الله عليه وسلم- لمن دعا إلى تعلم السنن وإحيائها فهي دعوة
إلى الهدى الذي جاء به معلم البشرية محمد -صلى الله عليه وسلم-.
وكذلك قوله -صلى الله عليه وسلم-: «من
سن سنة حسنة فعمل بها بعده كان له أجره ومثل أجورهم من غير أن ينقص من
أجورهم شيئاً، ومن سن سنة سيئة فعمل بها بعده كان عليه وزره ومثل أوزارهم
من غير أن ينقص من أوزارهم شيئا»(24).
ومن هذا الباب
ما حكاه لنا جرير بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: جاء ناس من الأعراب إلى
رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عليهم الصوف فرأى سوء حالهم قد أصابتهم
حاجة فحث الناس على الصدقة فأبطؤا عنه حتى رؤي ذلك في وجهه قال ثم إن رجلا
من الأنصار جاء بصرة من ورق ثم جاء آخر ثم تتابعوا حتى عرف السرور في وجهه
فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من
سن في الإسلام سنة حسنة فعمل بها بعده كتب له مثل أجر من عمل بها ولا ينقص
من أجورهم شيء ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعمل بها بعده كتب عليه مثل وزر
من عمل بها ولا ينقص من أوزارهم شيء»(25).
ففي هذه
الأحاديث الحث منه -صلى الله عليه وسلم- على تعليم السنن الحسنة، والحث
عليها، ونشرها بين الناس، وتحريم سن الأمور السيئة، ونشرها بين الناس. (منقول بتصرف من موقع الشيخ عبد المجيد الزنداني).
(20) أخرجه الترمذي: 5/ 45، برقم: 2677، قال أبو عيسى هذا حديث حسن، والطبراني في المعجم الكبير: 17/ 16، برقم: 10، وقال الشيخ الألباني: ضعيف، أنظر الجامع الصغير وزيادته: 1/ 289، برقم: 2890.
(21) أخرجه ابن ماجه: 1/ 76، برقم: 209، ومسند عبد بن حميد: 1/ 120، برقم: 289، وقال الشيخ الألباني: صحيح لغيره.
(22) التمهيد: 24/ 329.
(23) أخرجه مسلم: 4/ 2060، برقم: 2674.
(24) أخرجه مسلم: 4/ 2058، برقم: 1017، من حديث جرير بن عبد الله -رضي الله عنه-.
(25) أحرجه مسلم: 4/ 2058، برقم: 1017.
(21) أخرجه ابن ماجه: 1/ 76، برقم: 209، ومسند عبد بن حميد: 1/ 120، برقم: 289، وقال الشيخ الألباني: صحيح لغيره.
(22) التمهيد: 24/ 329.
(23) أخرجه مسلم: 4/ 2060، برقم: 2674.
(24) أخرجه مسلم: 4/ 2058، برقم: 1017، من حديث جرير بن عبد الله -رضي الله عنه-.
(25) أحرجه مسلم: 4/ 2058، برقم: 1017.
_________________________________
أخوكم عزيز التمسماني │ تويتر: @IslamToAll
شعاري في الحياة: «سأبذل عمري كله لنشر الإسلام!»
مدونة الباشق الإسلامي للتعريف بالإسلام
albasheq.blogspot.com