تقرير إخباري: فاتيليكس.. المزيد من فضائح الفاتيكان
نسيبة داود | موقع المسلم
وفاتيليكس هو موقع أنشأ حديثا لنشر مئات الوثائق المسربة التي كشفت تورط الفاتيكان في قضايا اختفاء أشخاص وقضايا أخلاقية أخرى. لكنه لا يقتصر على ذلك بل يفند الحقائق في مزاعم الإنجيل المحرف الذي يؤمن به أتباع الكنيسة الكاثوليكية، ويشكك في تلك العقيدة ككل.
والقضية الأساسية التي دفعت بمنشئ الموقع إلى تجميع تلك التسريبات ومحاولة الحصول على أي تسريبات جديدة هي قضية متعلقة باختفاء الفتاة إيمانويلا أورلاندي (15 عاما)، وهي القضية التي كشفت بعد تسريب خطاب صادر من مدير المكتب الصحفي بالفاتيكان فيديريكو لومباردي إلى المجلس البابوي بخصوص تلك الفتاة.
وأورلاندي كانت موظفة في الفاتيكان عندما اختفت بشكل غامض في 22 يونيو 1983، عندما كان يوحنا بولس الثاني بابا الكنيسة الكاثوليكية. وكان لغز اختفاء إيمانويلا قد كشف مع مرور الوقت عن مجموعة من المؤامرات الدولية حولت القضية إلى إحدى "أسود القضايا في تاريخ إيطاليا" حسبما يذكر الموقع.
كما ساهمت عدة أحداث تالية في الكشف عن ارتباط مجموعة من الشخصيات والكيانات الدولية باختفاء إيمانويلا، ومن بين تلك الشخصيات البابا يوحنا بولس وكذلك الأسقف بول مارشينكوس الذي كان رئيسا لبنك الفاتيكان في ذلك الوقت.
أما الكيانات التي ارتبطت بالقضية والتي ذكرها موقع "فاتيليكس" فهي: عصابات مجليانا التي كانت تعد أقوى مافيا في روما، والاستخبارات الأمريكية سي آي إيه والاستخبارات الإيطالية وكذلك المخابرات السرية لعدة دول، إلى جانب السفارة الأمريكية في روما والاستخبارات السوفيتية (كاي جي بي) وعصابات مافيا من سيسيليا، وكذلك علاقة أولائك بالتركي محمد علي أغا الذي حاول اغتيال البابا يوحنا بولس الثاني في سبعينيات القرن الماضي، متهما إياه بشن حرب صليبية على الإسلام.
وكانت فضيحة "فاتيليكس" أدت إلى محاكمة باولو جابرييلي (46 عاما) كبير الخدم السابق للبابا بنديكتوس السادس عشر بتهمة السرقة تشمل مئات الرسائل التي مرت على مكتب البابا على مدى عدة أشهر في 2011 ومطلع 2012.
كبير خدم البابا باولو جابرييلي Paolo Gabriele |
كما تكشف قلقا حيال مالية دولة الكنيسة الكاثوليكية نتيجة الأزمة المالية العالمية والدور الذي لعبه الفاتيكان في الدبلوماسية البعيدة عن الانظار التي اعتمدت مع منظمة ايتا الانفصالية الباسكية.
في ما يلي أبرز النقاط في الوثائق السرية التي نشرها الصحفي جيانلويجي نوتزي في مايو في كتابه "قداسته .. أوراق بنديكتوس السادس عشر السرية":
- الفساد: رئيس السلطة التنفيذية لدى الفاتيكان المونسنيور كارلو ماريا فيغانو قال في رسالة إلى البابا إنه يجري استبعاده عن منصبه بسبب حملته ضد الفساد في عقود للأشغال العامة في الفاتيكان.
وأقيل لاحقا وعين سفيرا باباويا في واشنطن، وقال إن جهوده أدت إلى توفير الملايين التي كانت تهدر مثل 550 ألف يورو أنفقت على إقامة مغارة عيد الميلاد في ساحة القديس بطرس.
كما اتهم أحد رجال الدين يتولى دورا إداريا في متاحف الفاتيكان بالفساد، وقال إن موظفي مصارف الفاتيكان يعطون الأولوية لمصالحهم الخاصة وأن الفاتيكان يدفع ضعفي أسعار السوق بسبب عقود الفساد.
- الهبات: التسريبات توثق حوالي عشرة ملايين يورو كهبات شخصية ترسل إلى البابا سنويا من أجل الأعمال الخيرية، وبعضهم من مانحين يريدون الحصول على خدمات بالمقابل من الفاتيكان.
- الاقتصاد: تكثف الوثائق القلق حيال أموال الفاتيكان الناجمة عن الأزمة المالية العالمية والضغوط المتزايدة في مجال الضرائب من قبل حكومات والكلفة القانونية المتزايدة المرتبطة بفضائح التحرش الجنسي بأطفال، على سبيل المثال في الولايات المتحدة.
- الدسائس: الكثير من الرسائل من شخصيات بارزة في العالم الكاثوليكي تكشف عن مماحكات فيما بينها. كما أن هناك رسائل من رجال دين بارزين ينتقدون فيها قيادة الرجل الثاني في أعلى هرم الكنيسة الكاثوليكية الكاردينال تارتشيسيو بيرتوني وزير خارجية دولة الفاتيكان.
وهنا لابد أن ننوه إلى أن الدافع الأكبر للعداء المتزايد للفاتيكان في الغرب هو ثبوت تورط رؤوس الكنيسة في اعتداءات جنسية على أطفال صغار، وتغاضي إدارة الكنيسة عن تلك الحوادث التي تكررت في عدة بلدان حول العالم. بل في بعض الحالات جرى ترقية من قدمت ضدهم شكوى بهذا الخصوص.
واليوم تتجه الأنظار إلى الفاتيكان حيث تجرى الجلسة الثانية لمحاكمة جابرييلي محاكمة علنية غير مسبوقة في تاريخ الكنسية الكاثوليكية. وسيدلي المتهم الرئيسي في القضية جابرييلي بأول إفادة علنية له منذ اعتقاله في 23 مايو. ومن المفترض أن يوضح في إفادته كيف ولماذا سرب هذه الوثائق السرية إلى الصحافي جيانلويجي نوتزي.
المصدر: موقع المسلم
_____________________________________
وأخيرا للتعرف على آخر الفضائح التي أخفاها الفاتيكان عن أتباعه، أنصحكم بزيارة موقع فاتيليكس:
فكرة هامة: من يرى نفسا ملما بالترجمة فلينشر ما يراه مناسبا لأن يعرفه العالم عن مكائد وجرائم الفاتيكان ورجالاته، حتى يسهم في توعية المسيحيين بالدرجة الأولى بحقيقة من يدعي أنه على الدين الحق!