السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، مرحبا بكل زواري الكرام، وبعد ..
أشكركم على الثقة التي وضعتموها في هذه المدونة المتواضعة، أشكركم لأنكم أهل خير إن شاء الله تعالى، فما زال الناس يهتمون ويبحثون عن الإسلام، عن القرآن، عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم، وكثيرا ما أجد في كلمات البحث التي يستعملها زوار المدونة كلمات مثل: الدعوة إلى الله، أحاديث النبي، الإعجاز العلمي، رسائل لدعوة غير المسلمين، حملة عن محمد صلى الله عليه وسلم، صور وحكم عن يوم الجمعة المباركة، صور دعاء، الدعوة الى الله، السلام عليكم وبركاته بالانجليزية، التجارة مع الله .. فأفرح بذلك كثيرا، لأنكم مازلتم تسعون من أجل رفعة هذا الدين وخدمته وتوصيل رسالته للغير، الدين الحق الذي ختم الله به الرسالات السماوية، يقول تعالى:
« إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآَيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ » آل عمران. ويقول أيضا: « وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلام دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ » [آل عمران:85].
ما زلت أعتقد أن السعيد من وفقه الله تعالى لخدمة هذا الدين حتى يكتبه في الدعاة إليه سبحانه، ومن كرس حياته للعمل من أجل هذا الدين فهو أحسن الناس على الإطلاق، كيف لا وربنا يقول في كتابه المحكم: « وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ » [فصلت:70].
عجبي من بعض الناس حين تنصحه بالعمل للإسلام يتولى ويتراجع، حين تنصحه بأن صفحته أو موقعه لا يشرف المسلم أبدا، بل سيكون عليه وبالا بسبب السيئات الجارية التي ينشرها، تجده يتمادى ويتعنت في العمل للدنيا وشهواتها. نسأل الله التوفيق للعمل الصالح فكثير منا قد حرم هذه النعمة.
جاء شاب إلى الحسن فقال: أعياني قيام الليل (أي حاولت قيام الليل فلم استطعه)، فقال: قيدتك خطاياك. وجاءه آخر فقال له: إني أعصي الله وأذنب، وأرى الله يعطيني ويفتح علي من الدنيا، ولا أجد أني محروم من شيء فقال له الحسن: هل تقوم الليل فقال: لا، فقال: كفاك أن حرمك الله مناجاته !!!
اللهم وفقنا لنكون من الدعاة إليك ولا تجعلنا من المحرومين، الذين شغلتهم الدنيا وملذاتها عنك يا رب، ووفقنا اللهم لنظل سروجا تنير درب التائهين والحائرين، وارزقنا اللهم الصبر والسداد لتحمل مسؤولية الدعوة إلى الله، فبدون توفيقك لسنا بشيء.
أتمنى لكم زوراي الكرام كل الخير والسعادة في طاعة الله ورضى الرحمن، وأسأله تعالى أن يوفقكم للعمل من أجل هذا الدين، وأن يختم بالصالحات أعمالكم، وأسأله عز وجل أن يرزقكم جنة الفردوس برحمته وفضله، إنه على كل شيء قدير. وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والحمد لله رب العالمين.