السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ترى ..
ماذا قدمت أنت لهذا الدين؟
هل ساهمت في الدفاع عن الإسلام بشيء ما؟
هل لديك مشاركات في المنتديات ستشهد لك؟
هل نشرت يوما ما موضوعا عن دين الإسلام وعن السنة النبوية؟
هل قابلت أحدا من غير المسلمين وناقشته في الديانات؟
هل أسلم على يديك أحد؟
هل تقضي بعضا من وقت تصفح الأنترنت في قراءة المواضيع الدعوية؟
هل صممت يوما ما شريطا عن الدعوة إلى الله؟
هل صممت صورة أو بانرا للتعريف بأحد المواقع الدعوية؟
يا أخي الغالي ..
الناس أفنوا عمرهم في الدعوة إلى الله ..
وأنفقوا الغالي والنفيس من أجل نشر هذا الدين والتعريف به ..
الناس أنفقوا أموالهم من أجل طباعة الكتب الإسلامية والأشرطة والأقراص لتعطى مجانا لغير المسلمين ..
الناس أمضوا سنين من الزمن في دعوة الناس إلى التوحيد وأسلم على أيديهم عشرات ..
بل ومئات وآلاف من الأشخاص ..
هل سمعت بشيخ مسلم أهدى مسيحيا فلبينيا كتابا عن الإسلام ثمنه ريال واحد ..
كان سببا في إسلامه ثم إسلام سبعة آلاف شخص والقائمة تزيد؟؟؟
فقدم لنفسك ما يسرك أن تراه في صحيفتك يوم القيامة ..
قدم فإن العمر يمضي ..
قدم فإنك إن ذهبت فلن تعود ..
إن وافاك الأجل فرحمة الله عليك وعلى ما قدمت ..
كن من الذين تكتب لهم أعمالهم المتقدمة في محياهم والمتأخرة في مماتهم ..
قال تعالى: { إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَىٰ وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ۚ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ } (12) (يس)
قال ابن كثير في تفسير الآية: .. وَقَوْله تَعَالَى " وَنَكْتُب مَا قَدَّمُوا " أَيْ مِنْ الْأَعْمَال وَفِي قَوْله تَعَالَى " وَآثَارهمْ " قَوْلَانِ " أَحَدهمَا " نَكْتُب أَعْمَالهمْ الَّتِي بَاشَرُوهَا بِأَنْفُسِهِمْ وَآثَارهمْ الَّتِي أَثَّرُوهَا مِنْ بَعْدهمْ فَنَجْزِيهِمْ عَلَى ذَلِكَ أَيْضًا إِنْ خَيْرًا فَخَيْر وَإِنْ شَرًّا فَشَرّ كَقَوْلِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَام سُنَّة حَسَنَة كَانَ لَهُ أَجْرهَا وَأَجْر مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْده مِنْ غَيْر أَنْ يَنْقُص مِنْ أُجُورهمْ شَيْئًا وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَام سُنَّة سَيِّئَة كَانَ عَلَيْهِ وِزْرهَا وَوِزْر مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْده مِنْ غَيْر أَنْ يَنْقُص مِنْ أَوْزَارهمْ شَيْء " رَوَاهُ مُسْلِم.
... وَالْقَوْل الثَّانِي " أَنَّ الْمُرَاد بِذَلِكَ آثَارَ خُطَاهُمْ إِلَى الطَّاعَة أَوْ الْمَعْصِيَة قَالَ اِبْن أَبِي نَجِيح وَغَيْره عَنْ مُجَاهِد " مَا قَدَّمُوا " أَعْمَالهمْ " وَآثَارهمْ " قَالَ خُطَاهُمْ بِأَرْجُلِهِمْ وَكَذَا قَالَ الْحَسَن وَقَتَادَة " وَآثَارهمْ " يَعْنِي خُطَاهُمْ . وَقَالَ قَتَادَة لَوْ كَانَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ مُغْفِلًا شَيْئًا مِنْ شَأْنك يَا اِبْن آدَم أَغْفَلَ مَا تَعْفِي الرِّيَاح مِنْ هَذِهِ الْآثَار وَلَكِنْ أَحْصَى عَلَى اِبْن آدَم أَثَره وَعَمَله كُلّه حَتَّى أَحْصَى هَذَا الْأَثَر فِيمَا هُوَ مِنْ طَاعَة اللَّه تَعَالَى أَوْ مِنْ مَعْصِيَته فَمَنْ اِسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَكْتُب أَثَره فِي طَاعَة اللَّه تَعَالَى فَلْيَفْعَلْ .
وفقكم الله لخدمة هذا الدين العظيم وجعل الله الآخرة همكم، ومن جعل الله الآخرة همه فقد فاز. قال (صلى الله عليه وسلم) : { نضر الله امرءا سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه غيره ، فإنه رب حامل فقه ليس بفقيه ، و رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ، ثلاث خصال لا يغل عليهن قلب مسلم أبدا : إخلاص العمل لله ، و مناصحة ولاة الأمر ، و لزوم الجماعة ، فإن دعوتهم تحيط من ورائهم ، و قال : من كان همه الآخرة ، جمع الله شمله ، و جعل غناه في قلبه ، و أتته الدنيا و هي راغمة ، و من كانت نيته الدنيا ، فرق الله عليه ضيعته ، و جعل فقره بين عينيه ، و لم يأته من الدنيا إلا ما كتب له }
الراوي : زيد بن ثابت المحدث: الألباني - المصدر : السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 404
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح.
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح.
وقال أيضا: {من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله وأتته الدنيا وهي راغمة ، ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه ، وفرق عليه شمله ، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له }
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2465
خلاصة حكم المحدث : صحيح
خلاصة حكم المحدث : صحيح
من جعل الآخرة همه = غنى القلب + جمع الشمل + تأتيه الدنيا راغمة
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين.