الاثنين، 14 نوفمبر 2011

الداعية التركي نعمة الله و طريقته العجيبة في الدعوة إلى الله !!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته






   يقول صاحب المقال وهو الدكتور صالح مهدي السامرائي عن الداعية التركي نعمة الله: 
.. شيخ تركي الأصل والنشأة، قضى خمسة عشر عاماً مجاوراً في المدينة المنورة، وخمسة عشر عاماً في مكة المكرمة إماماً لمسجد «النور» عند جبل حراء، وقبلها مؤذناً في مسجد «السلطان أحمد» في إسطنبول - أكبر مساجدها - وإماماً في عدة مساجد أخرى. تتلمذ على الكثير من العلماء المعاصرين للسلطان عبدالحميد يرحمه الله. زار أكثر من خمسين بلداً داعياً إلى الله، أخرج المئات من رواد الخمّارات في أوروبا إلى المساجد، وأدخل عشرين ألف مصحف إلى الصين عام 1981م، بموافقة الحكومة الصينية، وزار سيبيريا وما حولها في روسيا ثلاث مرات بثوبه الأبيض ودرجة الحرارة 40 تحت الصفر. لقد أقام معي في اليابان أربعة عشر عاماً يقطع البلد من شماله إلى جنوبه، ينشئ المساجد ويحوّلها إلى مدارس، وأدخل المئات بل الآلاف من اليابانيين في الإسلام بدعوة «لا إله إلا الله».. يوزع كراسة التعريف بالإسلام يومياً بالمئات، ويحث المسلمين على عمل ذلك. ويستقبل الناس في مركزنا الإسلامي من الصباح إلى المساء، وفي الليل يسيح في مساجد «طوكيو» العديدة، ويأخذ الناس على حسابه الخاص بسيارات الأجرة لصلاة الفجر في مسجد «طوكيو المركزي». سكنه المساجد والمصليات، لا نعطيه راتباً (ولو قرشاً أو فلساً واحداً). لا يغتاب أحداً، ولا ينمّ على أحد، ولا يعادي أحداً، يجمع الأمة الإسلامية كلها، يحبه الجميع ولو كان هؤلاء لا يرتاحون لبعضهم بعضاً، ولا يدعو على أحد، ودعوته «اللهم اهدِ مَنْ هو عدو للإسلام، واقلب عداوته إلى نصرة الإسـلام مثل سيدنا عمر وخالد وعكرمة». يصدق عليه قول المصريين: «رجل ابتاع ربنا».. وها أنا وقد صاحبته السنين العديدة، وهضمت طريقته في الدعوة، وتعرفت على شخصيته عن قرب، أكتب بعض الحلقات عنه، آملاً أن تكون في سيرته قدوة للشباب المسلم في كل مكان، راجياً من الله العفو والأجر؛ ( إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت )(هود:88)، وأن يثيبني عما أكتبه عن هذا الرجل، والله من وراء القصد.
طريقته في «الدعوة» هي الأكثر فعالية.. كيف؟

صاحبت الشيخ نعمة الله في ميدان الدعوة في اليابان وغيرها لمدة خمسة عشر عاماً، واستوعبت طريقته في الدعوة إلى الله وتوصلت إلى: من بين جميع الدعوات الإصلاحية الدينية في القرنين الماضيين إلى يومنا هذا، فإني أرى دعوة الشيخ نعمة الله هي من أقواها فعالية وأسرعها في النتائج، وأيدت كلماته التي يرددها دائماً، وإنه لو قام كل مسلم بواجب الدعوة إلى الله بأي طريقة كانت، فإنه خلال سنتين سيسود الإسلام جميع بقاع الأرض. الطريقة بسيطة، وكل مسلم يستطيع أن يقوم بها، ألم يقل الرسول [: «بلغوا عني ولو آية»؟ إن أساس طريقة الشيخ في الدعوة هو أن الرسول [ كان يقول للعرب: «قولوا لا إله إلا الله تفلحوا»، لقد بسط الشيخ هذه الكلمة المباركة حيث يقول للناس: كلمتان من يقولهما تذهب عنه جميع المشكلات التي يعاني منها، وينجح في الحياة.. ويقول كذلك: إنه من يردد هذه الكلمة؛ إن كان مسلماً يتجدد إيمانه، ومن كان غير مسلم فإنه يدخل الإسلام، حتى وإن لم يفهم معناها، إن الكلمة تنور أذنه وفمه وقلبه، ألا تنزل السكينة والرحمة حين يسمعها السامع وينطقها؟ طور الشيخ وطورنا هذه الطريقة، حيث بدأ يقول باللغة الإنجليزية (one gol all problems finished)، ولقد استبدلها بكلمة يابانية ( shi awasei no kutuba) فيفهم السامع من هذه الجمل أنه يريد منه أن يردد: «لا إله إلا الله محمد رسول الله». في اعتقاد الشيخ أن من يردد هذه الكلمة فقد دخل الإسلام، وبعدها يقول له: present Islam Name نقدم لك هدية اسم إسلامي (أحمد، محمد، فاطمة، عائشة). طريقة مطورة من جانبنا طورنا هذه الطريقة، فمثلاً في اجتماع لنا في اليابان حضره أكثر من مائة أســتاذ وأستاذة، وقف محدثنا الأستاذ علي الزعبي يتحدث عن الإسلام بيابانية طليقة، ويجيب على أسئلة الحضور لمدة ساعتين، إلى هنا كان هذا عملنا في مركزنا الإسلامي في السنين الماضية، كما أن هذا العمل نفسه تقوم به مراكز ودعاة الدنيا، قد يُسْلم البعض بعد المحاضرة في الحال أو يسلم بعضهم بعد أسبوع، بعد سنة، أو لا يسلم أحد منهم نهائياً إلى أن يموت، حيث يرى الأئمة الآن أننا يجب أن لا نتسرع في دعوة الناس إلى الإسلام ولا نجرح شعورهم ونصبر عليهم ولو لسنين، ونعطيهم المزيد من الكتب ومزيداً من القدوة الحسنة، بل لا نقوم بالدعوة إلا أن نصل درجة الصحابة في الإيمان والتقوى. إلا أنه مما تعلمناه من الشيخ نعمة الله: لقد قلنا للحضور: إنه من يؤمن بوحدانية الله تعالى وبنبوة محمد [ بقلبه ويقولها بلسانه فإنه يصبح مسلماً، وهنا أعلن جميع اليابانيين واليابانيات الحضور: كلنا مستعدون لهذا الأمر، قام الشيخ نعمة الله يردد بنغم مؤثر: «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، والجميع يردد معه بهذه الأنشودة، فكّر الشيخ وقال: لو أن الحضور 2 أو 5 أو 10، فإننا سنعطي اسماً خاصاً لكل رجل وامرأة، إلا أن الحضور أكثر من مائة. شغّل الشيخ مخه وقال: (all men Muhammad ، all women Fatimah) كل الرجال اسمهم محمد، وكل النساء اسمهن فاطمة، صفق الجميع وأعربوا عن سرورهم. اهتمام وشجاعة لقد سمَّيتُ طريقة الشيخ نعمة الله «طريقة الرسول [ في الدعوة» ولخصتها بكلمتين «الاهتمام والشجاعة»..


تابعوا هنا:



هناك 5 تعليقات:

  1. الشكر لكم أنتم، بارك الله فيكم وكثر من أمثالكم ويسر لكم الأمور والعمل لهذا الدين.

    ردحذف
  2. شكراً على المجهود .. دمتم بود

    ردحذف

مرحبا بتعليقاتكم وتذكروا قول رب العزة سبحانه: { مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } (قّ:18)